أولاً - موقف الطب من زواج الأقارب :
يحذر الأطباء من زواج الأقارب ,معللين ذلك بأن هذا الزواج يؤثر بصورة سلبية
على النسل , فقلما ينجو الأطفال من الأمراض الموجودة والعيوب الموروثة في
الأسرة , نظراً للزواج المتكرر في نطاق الأسرة الواحدة , وعموماً يمكن القول بأن
زواج الأقارب يزيد الصفة الغالبة في الأسرة ويؤكدها ويبرزها خصوصاً إذا كانت
من الصفات السيئة, عكس زواج الأباعد فهو يقلل من العيوب الجسمية والمرضية
ويهدد زواج الأقارب بإنجاب أطفال مصابين , لأن بعض الأمراض الوراثية تكون
كامنة وسجينة بفعل عواملها الوراثية.
يرجع سبب هذه الأمراض إلى انعزال الطفرات المتنحية الضارة في السلالات المختلفة
في زواج الأقارب , ليس لزواج الأقارب ضرر مباشر , يقول الدكتور كارل جورج:
( أن زواج الأقارب في ذاته ليس عاملاً على إضعاف النسل أو تشويهه بالأمراض
والعاهات في كل الأحوال , فإذا لم تكن السلالة نفسها ضعيفة فلا يمنع من أن تظل
نقية وقوية , إلا أن هذه الحالات التي تظل فيها هذه الأسر صحيحة قليلة جداً ) .
ثانياً - موقف الإسلام من زواج الأقارب :
من مقاصد الإسلام حفظ الأنساب والأعراض وتكثير النسل , لأنه يريد المجتمع
الإسلامي قوياً في إيمانه وجسمه وعقله , مسلحاً بالإيمان والتقوى والعلم والمعرفة
وحتى يكون النسل قوياً أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تغريب النكاح حتى لا يكون
الولد ضعيفاً هزيلاً , وفي ضوء هذه المتغيرات , هل يمكن القول أن الإسلام حرم زواج
الأقارب ؟
الحقيقة لا يمكن القول بالتحريم مطلقاً كحكم عام , لأن الله تعالى وضع الزواج من بعض
القريبات في دائرة الإباحة , والنبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنته فاطمة من علي ابن أبي
طالب رضي الله عنهما , وفي هذا دليل الإباحة على زواج الأقارب .
ولكن إذا ثبت أن زواج الأقارب في حق أزواج معينين مصابين بأمراض خطيرة تنتقل
إلى وراثتهم , أو أن زواجهم سيؤدي حتماً إلى وجود نسل لا يحقق غرض الشارع
وحكمته من التناسل فالزواج في حقهم يكون حراماً , يؤيد ذلك قواعد الشريعة العامة
الداعية إلى انتخاب النسل , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { تخيروا لنطفكم , وانكحوا
الأكفاء , وانكِحوا لهم } .
نتمنى من الله القبول